Forum - الأحد، 10 يونيو، 2012 هل تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة؟

الأحد، 10 يونيو، 2012 هل تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة؟

ونبدأ بمجموعة أسئلة لابد ان نجیب علیھا بوضوح، لاحظت من تدریبى لأعداد كبیرة من الناس ، لاحظت بلا مبالغة أن 98 % من الناس لا توجد إجابة عندھم على بعض الأسئلة الرئیسیة، قد تكون عندھم لكنھا غیر واضحة،
 قد تكون عندھم لكنھا غیر مكتوبة، قد تكون عندھم لكنھا غیر مبلورة، ھذه الأسئلة لا اریدكم ان تجیبوا علیھا الآن ، استرح ، خذ وقتك، وتأمل ، وفكر ملیا، قبل الإجابة. الأسئلة العامة الأسئلة التي نھدف الوصول إلیھا في نھایة ھذه الدورة ( ولا نرید الإجابة علیھا الآن ) ھي :
 1- لماذا أعیش ؟ تعلیق : لماذا أحیا، طبعا نحن كمسلمین لدینا إجابة ربانیة، الله سبحانھ وتعالى ما تركنا سدى، الله سبحانھ أرشدنا إلى طریق مستقیم، لا نضیع فیھ، وقد حدد لنا الله سبحانھ الطریق ، إذ یقول سبحانھ “وما خلقت الجن والإنس إلا لیعبدون”، نتمیز نحن المسلمون أن كلمة العبادة عندنا لھا مفھوم خاص، فى الغرب ینظر للعبادة على أنھا شعائر، العبادة فى الكنیسة، العبادة یوم الأحد، والحیاة لا علاقة لھا بالعبادة، بینما المسلم، ینظر إلى العبادة بمفھوم شامل للحیاة ولذلك یعتبر أن كل شىء یفعلھ ممكن أن یكون عبادة، إذا فعل بنیة صالحة ، وقصد بھ وجھ الله سبحانھ وتعالى وطاعتھ، ولذلك جاءت الأحادیث تؤكد ذلك، وفى الحدیث “حتى اللقمة یضعھا الرجل فى فم زوجتھ، لھ فیھا أجرا”، حتى المداعبات الزوجیة یمكن أن تتحول إلى عبادة ویكون للإنسان لھ فیھا أجر، بل أكثر من ھذا، حتى النوم إذا قصد بھ التقوى على طاعة الله عز وجل والاستعداد مثلا لقیام اللیل ، سیؤجر علیھ الانسان، وھناك كلام جمیل للإمام العظیم ابن تیمیة فى تعلیقھ على ، من ھم أولیاء الله؟ فى الآیة “ألا إن أولیاء الله لا خوف علیھم ولا ھم یحزنون”، ملخص كلامھ أن “الأولیاء فى دیننا لیس لھم شكل خاص، ولیس لھم ملابس خاصة ، ولیس كما یقولوا رجال دین، لیس ھكذا نفھم الدین ونفھم الأولیاء، وإنما كما یقول رحمھ الله، تجدھم فى كل أصناف أمة محمد صلى الله علیھ وسلم”، تجدھم فى التجار والصناع والزراع، فى الحدادة، فى كل أصناف أمة محمد صلى الله علیھ وسلم، فكیف نمیزھم؟ من ھم ؟  “الذین آمنوا وكانوا یتقون”، إذن المؤمن التقى ، بغض النظر عن خط سیره فى الحیاة، بغض النظر عن وظیفتھ، ممكن أن یكون ولیا من أولیاء الله، أى حتى تكون من أولیاء الله، لیس المطلوب منك أن یكون لك شكل معین أو وظیفة معینة أو طریقة فى الحیاة معینة، سوى أنك تستقیم على الإیمان والتقوى بغض النظر عن وظیفتك ، ولذلك الإسلام ما جاء لیغیر أعمال الناس إلا ما كان محرما منھا، لیس المطلوب منك أن تغیر وظیفتك ، بل من الممكن أن تسخر وظیفتك لھذا الھدف العظیم، وھو أن تحیا لله رب العالمین، تكون عبدا لله، فى كل مجالات الحیاة. ویبقى السؤال الذى بدأت بھ، كیف أحیا بحیث أعبد الله عز وجل ، ویقول الله سبحانھ “ھو الذى أنشأكم فى الأرضواستعمركم فیھا” ، فالانسان المسلم مطلوب منھ أن یعمر الأرض، فالذى یحیا على ھامش الحیاة، على ھامش التاریخ، لیس لھ وزن، لیس لھ عطاء، لیس لھ عمران، لیس مشاركا فى إسعاد البشریة، لم یحقق ھذا الھدف القرآنى المطلوب وھو استعمار الأرض، للأسف الكفار عندما جاؤا لاستعمار الأمة الإسلامیة ، استعملوا ھذه الكلمة الجمیلة، لأنھم تظاھروا بأنھم قد أتوا لعمران الأرض وعمران ھذه البلاد المتخلفة، فاستغلوھا ومصوا دماءھا، لكن نعود إلى المفھوم الأساسى، نحن الذین جئنا لعمران الأرض، نحن الذین جئنا لإحیاء الأرضوفق منھج الله رب العلمین.
2- ماذا سأحقق في حیاتي؟ تعلیق : ولكى تجاوب على ھذا السؤال، أریدك أن تتخیل ونفسك ، وعمرك 80 سنة إن شاء الله، وتسأل نفسك ھذا السؤال، أریدك أن تسأل نفسك وأنت تنظر إلى تاریخ حیاتك، كم أنجزت؟ ماذا تركت ورائى؟ ما ھى الآثار التى سوف أشارك بھا فى الحیاة، المسلم والمؤمن بل حتى الانسان الطموح ولو لم یكن مسلما لا یمكن أن یحیا بغیر انجاز، انجاز یلقى بھ الله عز وجل إن كان من المؤمنین، إذن تخیل نفسك أنك تقول وعند 80 سنة ، الحمد لله ، الذى تمنیتھ حققتھ، فكر ، لا تكتب ، أریدك أن تتخیل، فقط، تخیل، تخیل شكلك، أشكالنا مقبولة، والجسم مازال لم ینحنى، والوجھ مازال بھ بعض الشباب، اجلس وفكر، ھل ھى حیاة أنت فخور بھا، ھل انت من الذین حققوا انجازات عظیمة؟، أم أنك تشعر أنھا ضاعت، أنا أرید كل واحد وھو یقف ھذا الموقف ویعید شریط حیاتھ، أن یكون وھو یستعرض ھذه الحیاة یشعر بالرضا، رضا أنھ حقق ھذه الطموحات التى یتمناھا، أنھ كان لھ أثر فى الحیاة وفى صنع الأرض واستعمارھا وبنائھا وفق ما یرضى الله عز وجل، ویشعر برضا الله سبحانھ أنھ عاش لله. 
3- ھل أنا سعید؟ تعلیق : ھذا السؤال ھو نتیجة لكل ھذا ویبنى على كل ھذا، ومعظم الناس لا یفكرون بھذا السؤال أصلا، وبعض الناس إذا سألتھ ھذا السؤال لن یكون فى منتھى الصدق، وتتبین حقیقة الإجابة على ھذا السؤال ، عندما یكون الانسان وحده، عندما لا یكون لدیھ أى مشاغل، جالس یفكر فى نفسھ، فى حیاتھ، فى علاقاتھ، كثیر من الناس یمثل أنھ سعید، یضحك ، یبتسم، ولكن عندما یجلس بینھ وبین نفسھ، یشعر أنھ یرید أن یبكى، من شدة التعاسة والألم، لو جاوبت على ھذا السؤال للناس ، قد تخدع الناس، وإذا سألتك ھذا السؤال ستخدعنى، لكن لن ینفعك ھذا بشىء، أنا أریدك أن تفكر لنفسك ولأجلك، ھل أنت سعید؟ ھذا السؤال ینبع من الأسئلة السابقة، لماذا نحیا؟ كیف نحیا؟ ما الذى سننجز؟ ، كل ما كانت الحیاة واضحة والإنسان یسیر وفق مبادىء وقیم وأھداف، كل ما كانت السعادة أعمق وأعلى، ھذا السؤال یتطلب وضوح وصراحة مع النفس ، وأرجو أن الواحد یجلس جلسات تأمل وخلوة ذاتیة، لا زوجة ولا أولاد ولا تلیفزیون ولا محمول، أجلس على الأقل ساعتین، لا تجلس 5 دقائق، اجلس وتأمل فى حقیقة ذاتك، فى حقیقة تفكیرك، فى مدى ارتیاحك، فى مسار حیاتك، إلى أین تتجھ؟ أین كنت؟ این وصلت؟
 4- ھل أنا صادق ( مع نفسي وفي علاقاتي ) ؟ تعلیق : ھل أنت صادق فى كل علاقاتك، ھل أنت صادق فى كل ما تقول، أم تخفى أحیانا بعض الحقیقة، أو تتجاوزھا أو تغطى علیھا، ھل أنت صادق فى تعبیراتك، فى عواطفك. ھذه ھى الأسئلة الرئیسة فى أولویات الحیاة، دعونا نفكر فى الإجابة على ھذه الأسئلة، بل دعونا لنفعل أكثر من ذلك، أن نضع خطة للوصول إلى إجابات صحیحة ومریحة عن ھذه الأسئلة، ألا ترغب أن تعرف بوضوح لماذا تحیا؟ وتعرف كذلك ، ماذا ستحقق فى حیاتك؟ وتكون سعید وصادق، إذا كنت ترید ذلك، فأكمل معى، أنا لا أریدكم أن تجیبوا على ھذه الأسئلة الآن، ھذه تجیبوھا بینكم وبین أنفسكم ، تراجعوھا باستمرار، تقفوا عندھا باستمرار، تتأملوا بھا، فى كل یوم من أیام حیاتكم، أنا أریدكم أن تسیروا معى فى خطوات مدرجة لإدارة الحیاة وإدارة الأولویات وإدارة الذات، واریدكم أن السؤال الذى أطلب منكم الإجابة علیھ، إذا كانت لھ إجابة واضحة اكتبوه، وإذا لم تكن لھ إجابة واضحة لا تستعجلوا، بل اجلسوا جلسة تأمل، وأحیانا جلسات تأمل حتى تجیبوا على السؤال وتكملوا معنا المشوار، عندھا سنستطیع أن نطور حیاتنا ونطور ترتیب أولویاتنا.

De as2ila wa jawab Le 2012-06-14 12:14:31

:D

Votre Commentaire